يومٌ من أيامِ عُظمائنا!

– كان الملك المسلم” كنكا موسى” يسترد قرية اغتصبها النصارى في الحبشة، حرر القرية واخرج كل الجيش إلى ساحة القرية أسرى، بمن فيهم قائدهم وزوجته وأمه وأولاده وكبير القساوسة، فجاء طفل مسلم للملك كنكا موسى وهو راكب على فرسه، وقال له يا سيدي فرد عليه وسأله: هل أنت مسلم يا غلام؟ قال : نعم ، فقال له الملك: لبيك يا شبل الإسلام .
– فقال له الطفل: يا سيدي خطف قائد جيش النصارى أمي واختي، فقال الملك للجنود: آتوني بقائد الجيش والقس والطفل إلى خيمتي، قال لقائد جيش النصارى: أين أم الغلام وأخته؟ قال: ذهبت بهما إلى دير القديسة تخدم حظيرة بالدير، فقال لهم الملك: أرسل من يأتي بهما في موكب من 70 فرس و70 جمل و 1000 من العبيد والجنود يحوطون بالموكب.
– سوف تبقى أنت والقس تعملون خدما في حظيرة المسلمين، تخدمون دوابهم حتى يعودا ، فقال قائد النصارى: إن كنّ أحياء حتى اليوم سنأتي بهن، وإن كنّ غير ذلك يمكن إن تدفع البرتغال وبريطانيا المال والذهب فداء لهما، فقال لهم الملك كنكا بغيظ : اسمعا ما اقول ” والله الذي لا إله إلا هو لو جعلتم بريطانيا حذاء في يميني والبرتغال حذاء في شمالي لن اقبل لهما دية اقل من رأس ملك مقابل البنت وراس ملك مقابل أمها “، ثم بعد فترة قصيرة جاءوا بالأم وابنتها بكامل الموكب الذي طلبه الملك، وهما على قيد الحياة من تقدير الله .
– قال الملك كنكا: ستبقى المعركة قائمة حتى تصل كل نساء المسلمين إلى بيوتهن، ثم قال الملك للأم وابنتها معتذرا: هل تسامحنني عما حدث لكما؟ فقالت الأم : نسامحك وبكل فخر يا سيدي، فقال كنكا : وأنا والله لن اسامح نفسي، أن تبيت مسلمة أسيرة خارج بيتها ولو ليلة واحدة ، وبكى وبكت المرأة وابنتها والغلام وبكى الجميع لبكاء ملك المسلمين .