من فقهِ برِّ الوالدين

 كثير من الأبناء يحاولون برّ والديهم، ولكنّهم يفتقدون فقه برّهم في أمور لطيفة يسيرة، لكنها للطفها قد تغيب عن أذهان الكثيرين بحكم الاعتياد على خلافها، ومن ذلك.
 النهي عن مجادلة الأب ومغالبته بالحجة؛ وقد قيل: الحجة على الوالدين عقوق، يعني الانتصار عليهما في الكلام، ومن فقه البر: أن يحاول الولد فهم حاجات والديه ليبادر بها قبل طلبهما؛ فذلك أبلغ وأكثر وقْعا وحماية لهما من ذل المنة.
 حين يختارك الله ويصطفيك لتبرّ والديك، فلا يُفسدن الشيطان هذا الاصطفاء فيقول لك: وباقي إخوتك؟ ما دورهم؟ أين هم؟!،ومن فقه البر: إذا جرحك أبواك بقول أو فعل؛ فأكظم غيظك، وإن انفطر قلبك؛ فإنهما سريعا الفيء والندم، وأعلم أن حزنك يفطر قلبيهما مرتين.
 ومن فقه البر أن تحدثهما بما يريدان لا بما تريد، وأشعرهما بأنك تحبهما وتسعد بخدمتهما؛ فالعامل النفسي من أوسع مجالات البر إذا أحسنت استخدامه!، وأن يَعْلَم الواحد منا أن والديه عند الكبر تضيق نفساهما، وتكثر مطالبهما، ويقل صبرهما، “فلا تقل لهما أف”.