ثمن مشروب غازي

– الدكتور عبدالرّحمٰن السميط رحمه الله مذ عرفته أيام تخصصه في بريطانيا كان داعيةً بحق، ثم اصبحت الدعوة شغله الشاغل، حيث أسلم على يديه الملايين في أفريقيا يقول :
– استرعاني بكاء وتوسلات سيدة أفريقية لأحد الأطباء، فتأثرت وتحدثت مع الطبيب، فقال لي إن ابنها الرضيع فى حكم الميت، وهى تريدني أن أضمه لأطفالنا، إنّه طفلٌ لن يعيش إلّا لأيام.
–  فقلت للمترجم كم تحتاج من المال كل يوم؟، فذكر مبلغا وجدته يساوي ثمن مشروب غازي في بلدي، فقلت لها خذي هذه نفقة لابنك، لترضيتها لأنها كانت حديثة عهد بالإسلام.
– وبعد أكثر من ١٢عاما كنت في المركز فجاءني أحد الموظفين وقال: هناك سيدة إفريقية تصر على لقائك، وبعد أن وافقت دخلت سيدة ومعها طفل جميل الوجه هادئ وقالت :
– هذا ابني عبدالرّحمٰن أتم حفظ القرآن الكريم، وكثيرا من أحاديث الرسول، ثم تكلم الطفل بالعربية الفصحى وقال: لولا الإسلام ورحمته ما كنت لاقفً بين يديك، فقد حكت لي أمي قصتك معها وإنفاقك عليّ طيلة مدة طفولتي، وأنا أجيد اللغة الإفريقية أيضا وأعرفها تماما .
– أحب أن أعمل معكم كداعية للّٰه، مقابل طعامي فقط، وأخذ يتلو آيات من سورة البقرة بصوت شجي ، فتذكرت قصته، عندها لم تحملني قدماي، فخررت علىٰ الأرض وأنا شبه مشلول لهول المفاجأة وشدةِ الفرحة، وسجدت لله شكرًا وأنا أبكي وأقول : ما أكرمك يااللّٰه.!
–  ثمن مشروب غازي أحيا نفسًا مؤمنة، ورزقنا داعية للّٰه نحتاجه، كم من أموال ننفقها بلا طائل، هذا الطفل الحافظ أصبح من أكثر دعاة إفريقيا شهرة بين قبائلها، وأكثرهم قبولا لدى الناس، ما أسهل التقرب إلى اللّٰه ” ولو بشق تمرة “، فكم يا ترى نسرف بلا هدف !!!.