البخل الوراثي

– البُخل من أقبح الصفات التي يُمكن أن يتصف بها الإنسان، فهو رذيلهٌ عواقبها وخيمة، وآثارها سيئة على صاحبها فى حياته وبعد مماته، وقد ورد في القرآن الكريم ذم البُخل سبع آياتٍ فى ست سورٍ من القرآن:”هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ”، والكثير الكثير من أحديث الرسول الكريم.
– يُحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء، وما أن وصل حتى نادى البخيل أبنه وقال له: عندنا ضيف عزيز فاذهب واشترى لنا نصف كيلو من أحسن لحم، ذهب الولد وعاد ولم يشترى شيئاً، فسأله أبوه : أين اللحم ؟، فقال الولد: ذهبت إلى الجزار وقلت له: أعطنا أحسن ما عندك من لحم، فقال الجزار: سأعطيك لحماً كأنه الزبد.
– قلت لنفسي : إذا كان كذلك فلماذا لا أشتري الزبد، فذهبت إلى البقال وقلت له: أعطنا أحسن ما عندك من الزبد، فقال: أعطيك زبداً كأنه العسل، فقلت: إذاً أشتري عسلاً، فذهبت إلى بائع العسل وقلت: أعطنا أحسن ما عندك من العسل، فقال الرجل: أعطيك «عسلاً» كأنه الماء الصافي، فقلت: عندنا ماء صافٍ، فعُدت دون أن أشتري شيئاً.
– قال الأب: يالك من صبي شاطر، ولكن فاتك شيء، لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكانٍ إلى دكان، فأجاب الابن : لا يا أبي، لقد لبست حذاء الضيف، فالبُخل يتوارث.
–  ورحم الله الجاحظ صاحب كتاب البُخلاء، ورحم الله الشاعر أبن الرومي الذي يقول:
قتّر عيسى على نفسهِ …… وليس بباقٍ ولا خالدِ
فلو يستطيعُ لتقتيرهِ ……… تَنفَّس من منخرٍ واحدِ