الشباب في خطر

نـــداء … نـــداء … نـــداء

إلـى

الائمة والوعـاظ والخطبـاء والمدرسين فـي المساجـد

وإلـى

حملة العلم الشرعـي حيثما كانوا

الشباب في خطر

أمراض الجنس والإنحلال والإباحية بدأت تفتك بهم… وهم لقلة خبرتهم وضغط عواطفهم وكثرة المثيرات التي تحيط بهم من كل جانب…التي أيقظت كل غرائزهم الهاجعة …أصبحوا ضحية لشياطين الإنس…الذين لا هَم لهم الا جمع المال وإفساد الجيل.

هذا نداء حار لكم...لأنكم ملح البلد وقادة الرأي والمسؤولون عن التوجيه والإرشاد والتبليغ . ولانني اعلم حرصكم وحرقتكم على الشباب . وحبكم لهم ولغيرهم , ولغيرتكم على الحرمات وسعيكم للحفاظ على عفاف الشباب ومجابهة المنكر , فإنني اقدم لكم هذه المعلومات عن هذه المشلكه  –  عابرة القارات –  التي وصلت الى بلادنا لتعرفوا عنها , وتحذَروا قومنا منها إرضاء لله اولا ثم حفاظا على عفاف الشباب وقياما بالواجب , خاصة وأن أعداء الإنسانية يعتبرون أن الجنس والإنحلال من أهم عناصر الحرب القادمه.

أقدم لكم هذا النداء الأخوي بعد أن عملت في هذا المجال لسنين خلت لتوعية الشباب وتحذيرهم , ولكن الشيطان ومغرياته واعوانه كثر…….فاين أهل الخير والنخوة…. فإن لم تكونوا أنتم , فمن هم إذن ؟

شاكرا لكم غيرتكم وعملكم العظيم, واجرنا جميعا على الذي لايضيع عنده شيء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي الامراض المنقولة جنسيا ؟

لم يذكر مؤرخٌ قط انتشار الأمراض المنقولة جنسيا إلاّ ذكر تحلل الناسِ من القيمِ العُليا، واتجاههم نحو المادية، وندرة الفضيلة لدرجة الغياب، وتغير نظرة المجتمع للجنس، ولهذا لا يمكن فصلُ الأخلاق عن الجنس، ولمثل هذا كان يُنادي فرويد، حيث يقول: ” إن الإنسان لا يحقق ذاته بغير الإشباع الجنسي ….وكلُ قيدٍ من دينٍ أو أخلاقٍ أو تقاليدٍ هو قيدٌ باطلٌ ومدمر لطاقة الإنسان، وهو كبتٌ غير مشروع”، وهذا ما أكدته بروتوكولات حكماء صهيون حيث تقول: ” يجب أن نعملَ لتنهارَ الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا، إن فرويد منا، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس، لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه”.

وهكذا انهارت الأخلاق، وأثمرت جنوناً جنسياً محموماً، وثورةً جنسيةً عارمة، تؤججها الأزياء وأدوات الزينه والتجميل والكتب الخليعة والمجلات الهابطة والأفلام الداعرة، كل ذلك بحجة الحرية الشخصية. وزاد الطين بلة ما تنفثه بعض الفضائيات جهاراً نهاراً، وما يختزنه الإنترنت للشباب من عجائبَ وممارسات جنسية لا تخطر على بال، حتى أنها أصبحت بفخاخها تداهم من لا يبحث عنها، تستدرجه حتى يقع فريسة سهلة لها من حيث لا يعلم، والدليل على ذلك أن صفحة جنسية واحدة على الشبكة استقبلت   اكثر من 22 مليون زائرٍ خلال عام واحد، جلهم بين 12-  17 سنة من العمر.

والأمراض المنقولة جنسيا : هي مجموعة من الأمراض المعدية، تسببها ميكروبات مختلفة تنتقل من إنسان لآخر، بواسطة الاتصالات الجنسية، وخاصة الزنا والشذوذ وما يؤدي إليهما ، ميكروباتها لا تنتقل بالماء أو الهواء أو الطعام  بل بالاتصال المباشر بين المصاب والضحية الجديدة, ومن الجدير بالذكر أنها لا تصيب البهائم رغم ما عندها من شيوع جنسي . وهذه الأمراض فرضت نفسها على العالم رغم تقدمه المادي المذهل ، فهي تهدد مصيره ، وتفسد عيشه ، وتصيبه في الصميم ، وتنكبه في زهرة شبابه ، تعكس آثارها على الفرد معاناة وتشوها وخسارة مادية ، وعلى الدول بأبعادها الاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية، ويمكن تلخيص ذلك كتابة بالحقائق والأرقام التالية

أولاً : هذه مشكلة عالمية ، لكنها أكثر ما تكون في المجتمعات الغربية ، حيث ما يُسمى بالحرية الشخصية محمية بالقانون ، وكل شيءٍ مباحٌ مهما كان ما دام برضى الطرفين ، علما أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن 10% من سكان الكرة الأرضية يصابون بأحد الأمراض الجنسية سنويا .فمنهم من يعالج فيشفى ومنهم من تتعقد حالته

ثانياً : أجازت الدنمارك عام  1989 م الزواج المثلي بحكم القانون ، وتبعتها دول أخرى ، وآخرها ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، مما شجع الشاذين جنسيا ، الذين ثبت أن أكبر نسبة لزيادة الأمراض المنقولة جنسيا كانت بينهم . وحديثا  ( 2012 م ) اقر الرئيس الامريكي باراك اوباما الزواج المثلي وسمح  به  و اجاز للشاذين الخدمة بالجيش الامريكي .وقد نُشرت دراسة في أمريكا من مركز مراقبة الأوبئة في اطلنطا ( CDC ) عام 2002 م تقول رغم أن مرض السفلس وصل إلى أدنى مستوى عام 2000 م، إلا أنه عاد للظهور والزيادة بشكل كبير ، خاصة عند الشاذين جنسيا ، أما في بريطانيا فقد زادت نسبة الاصابات بينهم في السبع سنوات الأخيرة إلى 486% حسبما ورد في التقرير التحذيري الذي صدر عام  2005 م . ورغم كل ذلك صدر قرار جمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية نهاية عام 2011م يربط توزيع المساعدات الأمريكية للدول الفقيرة بمدى تقبل هذه الدول للشاذين جنسيا .

ثالثاً : تحدث في كل عام مئات الملايين من الإصابات الجديدة بهذه الأمراض ( حوالي اربعمائة مليون ) ، فمن المصابين من يموت ، ومنهم من يتعالج بالوقت المناسب فيشفى، ومنهم من تبقى معه لسنين عديدة، تشوه أعضاءه التناسلية وتنكِّد عيشه ، دون أن يتغير مظهرهُ الخارجي أمام الناس، لكنه أدرى بنفسه ولا يعرف سره إلا الطبيب.

رابعاً : جُلُّ المصابين بهذه الأمراض من الشباب بل المراهقين ، حيث الفئة العمرية الواقعه ما بين 15 – 25 سنة هم الأكثر إصابة بهذه الأمراض ، ففي التقرير الذي صدر في حزيران عام 2000 م  , أفادت  ( باميلا بيك) أن اكثر من 70% من طلاب المدارس الثانوية يمارسون الجنس قبل تخرجهم ، وان 12% منهم على الأقل يُصابون بواحدٍ أو أكثر من الأمراض الجنسية ، وأنَّ 20% من البنات البالغات مصاباتٍ بأحد الأمراض الجنسية دون أن يُدركن ذلك . علما ان كل الدراسات اللاحقة اثبتت زيادة هذه الارقام , ليس هذا فحسب , بل امتد الامر ليصل بلادنا الاسلامية ,ففي الدراسة التي اجرتها مؤسسة كمناس اناك ( هيئة رعاية الطفولة ) في اندونيسيا عام 2010 م  وشملت اربعة ألاف وخمسمائة طالب وطالبة في المرحلة المتوسطة والثانوية من اثنى عشر محافظة اظهرت ان 97% منهم يراقبون الافلام الاباحية , وان 63% من طالبات المرحلة المتوسطة قد فقدن عذريتهن , وان 21% من طالبات الثانوية قد اجريت لهن عمليات اجهاض .

خامساً : يُنفق العالم سنويا حسب منظمة الصحة العالمية اكثر من مائة وخمسون مليار دولار على كل ما يخص الأمراض المنقولة جنسيا من خدمات وتشخيص وعلاج ، فلو أنها تُنفق في مشاريع تنموية لن يبقى في العالم جائعٌ ولا أمِّيٌّ ولا فقير !!

سادساً : هذه الامراض كانت في السابق خمسة ، ولكنها ازدادت تدريجياً حتى أصبح عددها الآن عشرة أضعاف ، وذلك بسبب الصرعات الجنسية الجديدة كالجنس بواسطة الفم والشذوذ الجنسي….الخ، حيث أصبحت جراثيم الجنس تظهر في حلوق ولوز الشباب والشابات …ونتيجةً لذلك تظهر أمورٌ جديدةٌ محيرةٌ للأطباء , منها  حسب أحدث التقارير ازدياد حالات سرطان الحلق عند الشباب في بريطانيا عام 2012م الذي فاق كل التوقعات حتى أصبح الأول على مستوى سرطان الرأس والرقبة , ومن الجدير بالذكر أن الدكتور كنغ هولمز يذكر في كتابه الجامع ” الأمراض المنقولة جنسياً ” الذي بدأ تأليفه عام 1975م , أنه مع صدور الطبعة الثالثة من هذا الكتاب عام 1999م ظهرت اثنا عشرة جرثومة  أو ذرية جديدة تسبب إصاباتٍ جنسيةٍ لم تكن معروفةً في السابق، فلم تُدرج في الطبعة الأولى عام 1975م .وهذا يذكرنا بقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: “ما ظهرتْ الفاحشةُ في قومٍ قط يُعمل بها فيهم علانيةً إلاَّ ظهر فيهم الطاعون ( الوباء ) والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ” رواه الحاكم.

سابعاً : هذه الأمراض لا هوية لها إلاّ الزنا والشذوذ والإباحية، لذلك تكثرُ في بعض المجتمعات والتجمعات السياحية، ومما يساعدُ على انتشارها سرعة الاختلاط ، وتقارب المسافات ، وكثرة الأسفار التي جعلت العالم قرية صغيرة . وأقل ما تكون هذه الأمراض في المجتمعات المحافظة ، التي تنظر للجنس خارج إطار الزوجية بأنه محرمٌ ، وتقدسُ الإخلاص للحياة الزوجية ، وتعتبره عملاً صالحاً تتقرب به إلى الله ، كما هو الحال نسبيا في مجتمعاتنا الإسلامية ، لكن هذه المجتمعات ليست بعيدةً عن غيرها ،  وأن شبابها مستهدفون ، وأسهل طرق سيطرة الأعداء علينا وعليهم العبثُ بأخلاقهم وإيقاعهم بمستنقعات الجنس الحرام ، الذي يذهب بالأخلاق ويهدم الأسر ويفكك المجتمعات وينشر الأمراض ،  وفوق  كل ذلك غضب إلهي وعقوبة ربانية ، مصداقا لقوله تعالى ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ”  الإسراء32

ثامناً : اثبتت الدراسات المختلفه من خلال منظمة الصحة العالمية ان اكثر من 90% من المصابين على مستوى العالم كانت اصابتهم بسبب الزنا و الشذوذ الجنسي و المخدرات , واكثر سبب في الولايات المتحده الامريكيه وبريطانيا كان الشذوذ الجنسي , ولهذا فالبعد عن المحرمات السماويه هو خير وسيلة لمنع انتشار هذه الاوبئه ,ولأنكم أنتم حماة الشريعة الغراء ومفاتيح الخير ومغاليق الشر , فإننا نلجأ اليكم بعد الله في المساعدة بهذه المهمة النبيله .

:وبعد

فنحن في زمنٍ زُويت فيه الأرض ، وتقاربت فيه المسافات ، وأصبح العالم فيه قرية صغيرةً ، فما يدور في طرفٍ من الدنيا تراهُ أمامك في لمح البصر ، لذا لم يعد هناك مستور يخفى على المراهقين ، وبالذات فيما يخص الأمور الجنسية ، لقدرتهم الفائقة على استعمال التقنيات الحديثة ، فنحن أمام جيلٍ يعلمُ عن الأمور الجنسية أكثر مما نظن ونعتقد…وسكت عن ذلك الكبار بحجةِ الحياءِ وطال سكوتهم ، حتى سالت مياهُ العفن أمراضاً جنسية من تحت أقدامهم وهم لا يدركون….فقهقه الشيطان ملء فيه من جهلهم

لهذا فكل الشكر والتشجيع لكم ايها الشيوخ الكرام , يا من تسهرون على حب الخير للناس كافة وتقومون بعمل جليل عجز عنه غيركم , والشكر ايضا لمن يعقد المحاضرات والملتقيات التربوية ليبحث في موضوعٍ ضروري كهذا , لانه لايزال يقع في دائرة المسكوتِ عنه ، بل هناك من يعارضهُ بحجة الحياءِ المصطنع بل الخجل المهزوم ، أو بحجة عدم وجود مشكلة أصلا لأن مثل هؤلاء هم ممن إذا جهل شيئا عاداه ، فكان وبسببهم ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية  ” الخجل والإخفاء يُضاعف الوباء “

ونحن اخوانكم في مشروع وقاية الشباب الأقرب لهذه الثغرة بحكم التخصص ، نعرف أثرها وخطرها ، ولآن الرائد لايكذب أهله , ولأن الخصوم يتربصون بشبابنا ونحن جميعاً في مرمى سهامهم ، فإننا نحذر قومنا من خطر داهم , بدأت بوادره تظهر أولا بأول ، – حفل للشواذ في شارع مكة المكرمه في 2-12-2010 , سبقه طلب لتسجيل جمعية رسمية للشاذين جنسيا في الاردن ………وسبقه مثل ذلك في طنجة ومصر ودول الخليج العربي.وغيره الكثير والمخفي أعظم

 لهذا ولغيره فإننا نشد على أيديكم ونبارك جهدكم ، وحرصكم على الشباب في هذا البلد الطيب ، وفي كل البلاد ،ولأن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج ، فاننا ننتظر منكم خيرا كثيرا في هذا المجال , ونبشركم أننا ومن خلال عملنا التطوعي في محاضرات ودورات مشروع وقاية الشباب قد لمسنا تجاوبا كريما من الكثير من شبابنا وشاباتنا خاصة عندما يعرفون حجم المشكلة وأثارها المدمرة على الجيل , وجدناهم يتسابقون لوضع كتفا مساندا لكل الجهود الخيرة  لرفع مستوى الوعي العام في وطننا الكبير إتجاه هذه الأمراض وأسبابها ، وترهيب الشباب من مخاطرها في الدنيا والآخرة ،  وكيفية تجنبها بالمزيد من العلم والمعرفة و التدين والعفاف والصبر والالتزام

راجين من الله السداد والقبول والتوفيق

الدكتور عبد الحميد القضـــاة

المدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب

خبيـر الأمراض المنقولة جنسـياً و الإيـــدز

الإتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلاميه