محدوديةُ الحواسِ،نعمةٌ أم نقمةٌ؟!

– الحواس منافذ ُ العقل ِإلى العالم، وقنواتُ الإدراكِ لهُ، والإدراكُ هو نقلُ الواقِع إلى الدِّماغ ِبواسطَةِ الحواسِّ ليتمكنَ الانسانُ مِـنْ معرفـةِ ماهيَّـةِ الأشـيـاءِ ومكنونِهـا والحُكم ِعليها.

–  وللحواسِّ عتباتٌ، عتبة السمع لســاعَةِ اليَـــدِ هي سَــبْعَـة ُأمـتــار، ونحن كبشر لا نسمعُ إلاّ الموجات التي تَرَدّدُها بين 20 – 20.000 ذبذبة\ث، بخلافِ المخلوقــاتِ الأُخـرى.

–  والأذُنُ أم الحواس، والســـمـع هي الحاسة الوحيـدة التي لا تنام وهـي أداة الاسـتدعاء من النـوم، والله تبارك وتعالى يقول:” ففَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا”.

– أمّا حاسة الإبصار فإنك تستطيعُ أن ترى نوراً على بعد 45 كم في ليلة ظلماء صافيـة، ولا تســـتطيـع أن تــرى نقطـة قـطرها أقـل من 0.2 /الملمتر، إننا نـــرى جــــزءاً بســيـطا مـن الـطيف الكهرومـغناطـيسي، نرى ما يقع بين 380 – 780 نانوميتـر (البنفسجـي والأحـمـر) ولا نبصر في الظــلام الدامس بينمــا الحصـان يمكنـه ذلك..!!.

–  فمــاذا لو كشف الله عنك غطاءك، فرأيت مليارات الميكروبات من حولك، والمليـارات التي تســتوطن جسـدك، ورأيت مليارات الجزيئات تتصارع في كأس الماء أمامك، ماذا لو فقدت بصرك كليًّا ؟، فكيف ستكون حياتك؟ فنعمـة الحواس عظيمـة، ولكن الأعظـم محدوديتهــا.