كورونا معلومات وتحذيرات
صحيح أن الناس مشغولون الآن بالانتخابات النيابية، وهي بنظري – في بلادنا – لا تُسمن ولا تُغني من جوع؛ وأن كثيرين – للأسف – لا يُلقون بالاً لموضوع العدوى بفيروس كورونا، وهو الأهم في اعتقادي، خاصة ونحن نرى أنه يتخطف من بيننا يومياً خيرة الخيرة من الأطباء.
لذا فإني أهاتف يوميا كل من أستطيع، لتوصيته حول ما يجب عليه عمله لوقاية نفسه، ومن حوله من أهله وعامة الناس، وأحدث نفسي تارة فأقول:” اللهمَّ اهد قومي فإنهم لا يعلمون “؛ وأحدثها تارة أخرى فأقول: لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي.
فأعداد الإصابات تتضاعف، والوفيات تتزايد، وبعض الناس غير آبهين، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، ونحن نكرر ونقول: عليكم بالكمامة والتباعد الجسدي، وهذا كله مستطاع، لأن الفيروس لا ينتقل بالهواء، وعلى ذمة مركز مراقبة الأوبئة في أمريكيا (CDC) فإن نسبة الإصابة بفيروس كورونا عن طريق لمس الأسطح والنشاطات في الأجواء المفتوحة وحسنة التهوية تكاد تكون صفرا.
إنما يزداد خطر العدوى جداً في الأماكن المغلقة والمزدحمة، كالمآتم وقاعات الأفراح والاحتفالات والأسواق المغلقة. أضف إلى ذلك أن العدوى بالفيروس تحتاج إلى 1000 جُسيمة من الفيروس، في حين أن التنفس العادي عند المصاب وبدون كمامة يبث 20 جسيمة في الدقيقة فقط، أما أثناء الحديث العادي فيُخرج 200 جسيمة في الدقيقة. ولكنّ المصيبة الحقيقية تكمن في الكُحة أو العطسة حيث تُخرج 200 مليون جسيمة، تنتشر إلى مسافة بعيدة أمام المصاب، كل هذه الجُسيمات تستمر عالقة في الأماكن سيئة التهوية. ولذلك فإن معادلة العدوى للمخالط هي كمية الفيروس المتعلق بهواء الغرفة مضروبا بالوقت. وهذا يعني أن محادثتك لمدة 5 دقائق وجهاً لوجه مع شخص مصاب بدون كمامات كفيل بإصابتك، أمّا التحدث لمدة 3 دقائق فاحتمال الإصابة أضعف بكثير، في حين لو ابتعدت عن المصاب أكثر من مترين، ولبس كلٌ كمامتة فإن احتمال الإصابة ربما يكون صفرا.
فيا هذا!! إعلم أن من مات بسبب استهتارك، سيحاسبك الله عليه حسابا عسيرا، فاجتهد أن لا تبوء بإثم أحد ، والبس كمامتك حيثما كنت، فالكمامة والتباعد ضروريان لوقف الانتشار. واعلم أنه ومع إيماننا بأن لا عدوى ولا طيرة، ولكننا مأمورون بالأخذ بكل الأسباب الممكنة، ممزوجا بالدعاء الخالص لرب الداء والدواء.